أتابع أصدقائي سلسلة المقالات العلمية حول سلامة الغذاء المتصلة بنزر الصادات الحيوية في المنتجات الغذائية ذات المنشأ الحيواني.
أحد المركبات المدروسة في البحث التتراسيكلين، لنتعرف عليه ضمن الفقرات اللاتية.
يتسأل البعض عن دواعي استعمال تتراسيكلين للطيور، ماهو مستوى آمان التتراسيكلين والحمل، سعر تتراسيكلين، دواعي استعمال تتراسيكلين بيطري، دواعي استعمال تتراسيكلين للدواجن، استخدامات تتراسيكلين للحمام، هل يوجد بديل تتراسيكلين في مزارع التربية، وأخيراً تأثير المضادات الحيوية على البكتيريا. لمتابعة سلسلة المقالات المقال الأول
التتراسيكلين Tetracycline
صُنعت في أواخر الأربعينات من القرن الماضي عائلة التتراسيكلينات (Tetracyclines) بوساطة تخمر بكتريا التربة من النوع Streptomyces spp، واُستخدم على نطاق واسع في بداية الخمسينيات كثاني أكبر مجموعة صادات بعد البنسلين؛ إذ يعمل على منع الكثير من تفاعلات الأنزيم الضرورية للعمليات الحيوية في الخلايا الجرثومية [1]. يُستخدم التتراسيكلين أيضاً استخداماً روتينياً في الأدوية البيطرية لوفرته [2]، وفعاليته في التحكم بالمرض والوقاية منه والعلاج من الأمراض الجرثومية التي تصيب الحيوانات الداجنة (ماشية، خنازير، دواجن) [3]؛ إذ يُعدّ من الصادات واسعة الطيف ضد البكتريا والنشاط البكتيري المستمر[4]، كما أنه يتمتع بفعالية جيدة ضد الأمراض التي تصيب الكائن الحي والناشئة عن بكتيريا موجبة الغرام وسالبة الغرام، وأصناف من البكتريا الهوائية و اللاهوائية [ 5]، حيث يعمل على آلية إيقاف اصطناع البروتين ضمن الخلايا الجرثومية وبالتالي إعاقة إعادة إنتاج خلايا جرثومية جديدة وفي الوقت نفسه منع أيض البكتريا (Metabolism) [4].
استعمالات التتراسيكلين
يُستعمل التتراسيكلين عند إصابة المنطقة التنفسية والتهاب الإحليل والملاريا [6]، وعلاج حب الشباب (Acne) والتهاب المفاصل الروماتيزمي (Aheumatoid arthritis) [53].
يُضاف التتراسيكلين أيضاً كمحفز نمو للخلطة العلفية الحيوانية [8]، أو لمياه الشرب نظراً لرخص ثمنه وانخفاض سميته [ 9] ، إلا أن استخدامه السيئ وغير المدروس يؤدي إلى نتائج سلبية تُلحق الضرر بصحة الإنسان والبيئة [10] من خلال توافر مستويات نزر متبقية غير أمنة في أنسجة الحيوانات المنتجة للغذاء والحليب والعسل[9] ، كون بقاياه يمكن أن تؤدي إلى تشكل كائنات مجهرية دقيقة تتمتع بمقاومة للصاد [9]، إضافة إلى إمكانية ظهور تأثير خطير ﺁخر يعود بمصدره إلى سلالات بكتيرية مقاومة (Resistance of bacteria) تعقب مرحلة استخدام جرعات تحت علاجية منه مُضادة للبكتيريا [11].
التركيب الكيميائي
يمتلك التركيب الكيميائي الشائع لمركب التتراسيكلين ثلاث مجموعات تتحكم بنفاذية الجزيء عبر الغشاء البيولوجي، ويتم امتصاصه امتصاصاً متماثلاً من قبل الخلايا البكتيرية. يتصف التتراسكلين بامتلاكه على عوامل مخلبية قوية، ويُعدّ التخليب لشاردة معدنية ثنائية التكافؤ أساسي من أجل نشاط الضاد الجرثومي للصاد. تُمثل شبكة ثنائي الكيتون 11,12b من جهة ثانية الموقع الرئيس للتخليب [2]. تُعدّ الصيغ الكيميائية لمجموعة التتراسيكلينات متشابهة كثيراً فيما بينها ومشتقة من نواة الـ هيدرونفثاسين (Hydronaphthacene) الشائعة التي تحتوي على أربع حلقات مدمجة مع بعضها البعض مع مجموعة وظيفية لكربوكسي أميد (Carboxy Amide)، كما هو موضح في الشكل (1-1)[12] ، بوزن جزيئيg/mole 444.44 ، وصيغة جزيئية مجملة C22H24N2O8 ، ونقطة انصهار تتراوح ما بين 170-173 °C، كما أن لحبيباته مظهر كريستالي.
يُعد مركب التتراسكلين منخفض السمية[4] ، إلا أن استخدامه الواسع في مزارع التربية يترك نزراً منه في المنتجات الغذائية ذات المنشأ الحيواني[13] .
مواضيع ذات صلة
للتعرف على مجموعة المقالات العلمية المنشورة في المجلات العلمية الرصينة
المضادات الحيوية تحت المجهر مع الدكتورة لبينة الرحية
الماكروليدات ( السبيراميسين والتايلوزين ) في مزارع الدواجن والمواشي مع الدكتورة لبينة الرحية
التأثيرات السلبية
تُعد التأثيرات السلبية لنزر الصادات في الغذاء مصدر قلق علمي، وقد تكون نزر التتراسيكلين في الغذاء سامة وذات خطر على صحة الإنسان (المستهلكين) [14] كما يمكنه أن يسبب تداخلات مرضية للإنسان [15]، وردات فعل تحسسيه (Allergic reactions) لدى بعض الأشخاص [4]، وضرر في كبد (Liver damage)، واصفرار الأسنان (Yellowing of teeth). يؤثر الضغط الانتقائي للصادات أيضاً في الأحياء الدقيقة المتوافرة في القناة الهضمية للإنسان (Human gut micro flora) [14]. يسبب تناول التتراسيكلين من جهة ثانية أثناء فترة الحمل و من قبل الأطفال في سن مبكرة تأثيرات سلبية في الهيكل العظمي [4].
المراجع العلمية
[1] Civitareale, C; Fiori, M; Ballerini, A; Brambilla, G. Journal of Pharmaceutical and Biomedical Analysis, Vol. 36, 2004, 317–325.
[2] Önal, A. Food Chemistry, Vol. 127, 2011, 197–203.
[3] Cinquina, A. L; Longo, F; Anastasi, G; Giannetti, L; Cozzani, R. Journal of Chromatography A, Vol. 987, 2003, 227–233.
[4] BERENDSEN, B. J. A; VAN RHIJN, J. A. Food Additives and Contaminants, Vol. 23, Vol. 11, 2006, 1141–1148.
[5] Cristofani, E; Anatonini, C; Tovo, G; Fioroni, L; Piersanti, A; Galarini, R. Analytica Chimica acta, Vol. 637, 2009, 40-46.
[6] Cai, Y; Cai, Y; Shi, Y; Mou, S; Lu, Y. Journal of Chromatography A, Vol. 1118, 2006, 35–40.
[7] Zhou, J; Xue, X; Li, Y; Zhang, J; Chen, F; Wu, L; Chen, L; Zhao, J. Food Chemistry, Vol. 115, 2009, 1074–1080.
[8] Koesukwiwat, U; Jayanta, S; Leepipatpiboon, N. Journal of Chromatography A, Vol. 1149, 2007, 102-111.
[9] Carrasco, P. A; Casado, T. S; Segura, C. A; Fernandez, G. A. Journal of Chromatography A, Vol.1195, 2008, 107–116.
[10] Babic, S; Asperger, D; Mutavdzic, D; Horvat, M. J. A; Kastelan-Macan, M. Talanta, Vol. 70, 2006, 732–738.
[11] Abbasi, M. M; Babaei, H; Ansarin, M; Nourdadgar, S. A; Nemati, M. Advanced Pharmaceutical Bulletin, Vol. 1, No. 1, 2011, 34-39.
[12] Zhai, H. C; Zou, Y. Agilent Technologies, Inc, www.agilent.com/chem, 2008.
[13] Yu, H; Tao, Y; Chen, D; Wang, Y; Yuan, Z. Food Chemistry, Vol. 124, Issue. 3, 2011, 1131-1138.
[14] Fritz, W. J; Zuo, Y. Food Chemistry, Vol. 105, 2007, 1297–1301.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك يسعدنا